هل تعبت وسئمت من العمل في وظائف لا تحفزك، وهل تشعر بالتوتر بسبب الاستيقاظ للعمل كل يوم، لأنك تشعر بأنك لا تحصل على التقدير، أو بسبب التقليل من قيمتك الحقيقية، أو الشعور بالملل؟ لا تقلق، فأنت لست وحدك، إذ يتردد صدى هذا الشعور في أرجاء العالم. وعلينا جميعاً أن نعمل، لكن لا يعني أن الوظيفة الأولى أو الثانية أو حتى الثالثة هي التي سنستمر فيها.

وهنا السؤال، كيف تعثر على وظيفة تحبها، وهل هي موجودة بالفعل؟ دعنا نلقي نظرة على معنى أن تحب وظيفتك، وكيف تجد مهنة الأحلام في أقرب وقت: هناك الكثير من الأسباب المختلفة التي تجعلك تشعر بأنك غير سعيد في وظيفتك، وسيساعد فهم أسبابك الخاصة على تحديد مسارك الوظيفي الأمثل. إليك في هذا السياق مجموعة من الأسباب المألوفة التي تؤدي لظهور الشعور بالتعاسة في العمل:

1- عدم معرفة نفسك

في بعض الأحيان، نتعلم ونلتحق بالعمل، دون التفكير للحظة بشأن ما نريده حقاً، وقد يدفعنا الضغط من الزملاء والحيرة، وكذلك الضغط الذي يمارسه الأهل إلى دراسة مساقات والعمل في وظائف لا تعجبنا في الحقيقة. وإن قمت ببعض التأمل، فمن الممكن أن تجد بأن ما يحفزك لا يتواءم مع ما تقوم به من عمل، وهذا يساعدك على معرفة سبب تعاستك في وظيفتك الحالية.

2- وجهة النظر السلبية

من السهل النظر بسلبية إلى الأمور والنظر إلى وظيفتنا على أنها أقل من المهارات التي نتمتع بها، أو أنها مملة ولا تقدم أي تحفيز.

وهنا يجب طرح السؤال الآتي: هل جربت كل ما في وسعك في هذه الوظيفة، أو هل ناقشت مديرك بشأن ما يمكنك تعلمه فيها، أو هل يمكنك الالتحاق ببرامج تعليمية ضمن الشركة؟ جرب الانطلاق إلى عملك وأنت تتمتع بنظرة جديدة كي تعرف شعورك وقتها، إنها خطوة غير مؤذية، وفي أفضل الأحوال من الممكن أن تمنحك الشعور بالرضا في وظيفتك.

3- عدم محبة مديرك أو زملائك

لا شك في أنك ستقابل أشخاصاً لا تحبهم في مسيرتك المهنية، لكن الحقيقة أنك إن كنت تشعر بالقلق المطلق، بسبب الأشخاص الذين تعمل معهم، فقد حان الوقت لأن تنتقل. ويجب ألا يقضي شخص ما وقته كل يوم مع أشخاص يشعر بالكره تجاههم، خاصة إن كانت لديهم سلطة أعلى منه.

4- الوظيفة غير محفزة

من الممكن ألا تمنحك الوظيفة أي نوع من الحماسة أو الإثارة، مع العلم أن كل وظيفة لا تقدم الشعور بالحماسة كل يوم. إن شعرت بالملل والخدر الذهني، فقد حان الوقت لترك هذه الوظيفة.

5- شح الأهداف

تخبرنا الدراسات أنه ضمن تركيبة حمضنا النووي، هناك الحاجة إلى وجود هدف من العمل الذي نقوم به. ومهما كان عملك، سواء أكنت نادلاً يقدم البطاطس المقلية أم تقدم الرعاية والعلاج لمرضى السرطان، فهذا يعني أن لديك شعوراً بوجود غاية تعود لك. أما إن لم يكن لديك هذا الحس بوجود هدف معين، فمن المرجح أن تشعر بعدم السعادة في وظيفتك.

كيف تعثر على وظيفة تحبها؟

1- تأمل بالذي جذبك بالفطرة وأنت طفل صغير

وهنا الإجابة ليست بالضرورة الأمر الذي برعت فيه، بل الذي أحببت القيام به.

هل أحببت العلوم، أم كان لديك شغف تجاه الشِّعر، هل أحببت لعب دور الطبيب؟ هذه هي الفطرة الطبيعية، ولا تزال الفرص تقبع في تلك الرغبات والمهارات الطبيعية.

2- ما هي وظيفة أحلامك؟

يبدو السؤال مفاجئاً، وبعض الأشخاص يعرفون ما هي وظيفة أحلامهم بالضبط، لكنهم لا يعرفون كيفية الوصول إليها، إن كان الأمر كذلك بالنسبة لك، فعليك أن تكون صادقاً مع نفسك بشأنها. ومن الممكن أن تكون الفرص بأموال سخية قد اعترضت طريقك، أو أن تدخلات الحياة كانت قوية.

3- ماذا لو لم تكن لديك أية التزامات؟

فكر فيما يمكنك القيام به إن لم تكن لديك فواتير لسدادها وقضاء حياتك في القيام بأي أمر تريده. بغض النظر عن تفكيرك في تلك الاحتفالات والتبذير، كيف سيكون شكل حياتك، هل ستسافر كثيراً، أو ستقوم بأعمال خيرية، أو ستقضي وقتاً أكثر مع العائلة؟ لا يمكن إنكار أهمية المال عند الحديث عن العمل، إضافة إلى الأمان والأشياء اللطيفة في الحياة، لن يكون المال العامل الرئيسي في اختيار الوظيفة، لأن المال لن يجلب السعادة في آخر المطاف.

4- تأمل بهواياتك

ما الذي تقوم به في وقت فراغك ويشبع شغفك؟ ليست كل الهوايات عبارة عن أعمال مضجرة، لكن بعض الهوايات تتضمن الأشياء التي نحب القيام بها وتلك التي نبرع فيها.

هل تعمل متطوعاً في ملجأ حيوانات في وقت فراغك، هل أنت رسام، هل تمارس الكثير من التدريبات في النادي الرياضي؟ تشكل هذه المجموعة من الاهتمامات والهوايات طريقة رائعة لمعرفة ما الذي سيسعدك أداؤه، مع تلقي المال مقابل القيام به.

هل أنت جاهز لتخطو نحوها؟

في الحقيقة، أنت تعرف ما الذي تريد أن تقوم به في الحياة، وتعتقد في نفسك أن حلمك مستحيل، لكن لا شيء مستحيل. وقد يعني أن تحصل على المزيد من التعليم أو التدريب أو التضحية، والحصول على وظيفة مشابهة تقدم لك نفس التحفيز والأجر، ولكن توجد طريقة ما للوصول إلى مرادك.

وسيتضح أمامك ما الذي ترغب به عند القيام بمراجعة ذاتية، ومن هنا يمكنك اتخاذ الخطوات الضرورية التي تشمل:

• التحدث مع وكالة توظيف

• البحث عن دورات تعليمية

• القيام بأعمال إضافية لتوفير مزيدٍ من المال

• التحدث مع مديرك عن الفرص المتاحة داخل شركتك

• التحدث مع استشاري مسار مهني

• بدء بناء الخبرة من خلال العمل التطوعي

• توفير المال كي تتمتع بالحرية الكافية لترك وظيفتك واكتشاف فرص مسارك المهني الجديد

• تعلم مهارات جديدة

وعادةً ما تكون الخطوة التالية للقيام بما سبق ذكره، هي أن تتجرأ ببساطة وتحلم، ويمكنك تحقيق أهدافك إن تأملت الفكرة القائلة إن لديك المزيد في ما يتعلق بمسارك المهني.

المصدر: صحيفة الخليج 


الكاتب

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).