رغم أن السفن الحربية تعتبر من أقدم الآلات المستخدمة في الحروب، إلا أنها لم تأخذ شكلها المنظم إلا بعد القرن السادس عشر مع بداية تأسيس الملك هنري الثامن للأسطول البحري الملكي، والتي كانت تقتصر على السفن التي تحمل المدافع وتهاجم السفن الأخرى، وتحمي السفن التجارية.

ولكنها في عصرنا الحديث أصبحت جزءا من أساطيل حربية عملاقة تضم البوارج وحاملات الطائرات وكاسحات الألغام، وأصبح لها دور هام في سلاح الردع الاستراتيجي الذي تحمي الدول الكبرى نفسها من خلاله، وتفرض سيطرتها في أعالي البحار وحتى أنها تهتم بوضع موطئ بحري لها في شتى البحار والمحيطات.

التفوق والسيطرة للسفن الحربية، لم يعد كما كان قبل قرون بعدد المدافع التي تحملها السفينة، ولكنه يعتمد على السرعة والقدرة في السيطرة على الحرائق التي يمكن أن تنشأ بسبب تلقي الضربات، والميزة الأهم والتي غالبا ما تحدد من هو المنتصر مطلق الضربة الأولى التي ستحدد مسار بقية المعركة، وفق تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنترنت".

واعتمادا على عناصر تضم: قوة السفينة، قوة الطاقم البحري الذي يشغلها، ومساهماتها التاريخية، هذه قائمة بأفضل 5 سفن بحرية عرفها التاريخ البشري.

بسمارك

لا تزال بارجة البحرية الألمانية بسمارك تعتبر أكثر السفن الحربية التي أثبتت نفسها خلال الحرب العالمية الثانية، حيث استطاعت إغراق بارجة "إتش أم أس هوود" والتي كانت تعتبر فخر البحرية الملكية البريطانية بجولة قتالية واحدة فقط.

البارجة بسمارك كان طولها 821 قدم وتستطيع حمل ما وزنه 50 ألف طن، وهي تسير بسرعة 30 عقدة، وتعد من البوارج الكبيرة التي لم تبن ألمانيا قبلها أو بعدها سفن حربية بهذا الحجم، حيث احتاجت إلى نحو 4 سنوات في بنائها.

ولكن هذه السفينة رغم ما أثبته في معركتها مع فخر البحرية الملكية البريطانية، إلا أنها غرقت في اشتباك ومطاردة من السفن البريطانية استمر 3 أيام، فيما تتضارب الأنباء حول غرقها حيث تقول السفن البريطانية إنها أغرقتها، فيما يؤكد بعض أفراد الطاقم الناجين منها أنهم أغرقوها حتى لا يتم أسرها من قبل العدو، حيث اختار قائدها "الموت بشرف".

ياماتو 

البارجة اليابانية ياماتو، أحد أفضل السفن الحربية التي عرفها سلاح البحرية التابع للإمبراطورية اليابانية، وكانت قد بنتها قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية.

وكانت من السفن الكبرى التي تحمل أثقل الأسلحة والذخائر، وبدنها صعب الاختراق حيث تبلغ سماكته قدمين في بعض الأماكن، وسرعتها تصل إلى 27 عقدة بحرية، ولكنها كانت أبطأ من البوارج الأميركية التي تصل سرعتها لـ 33 عقدة.

ومثل بسمارك، فقد كانت ياماتو مهيبة، ولكن ليست السفينة وحدها من يحدد المنصر، إذ أن الخسارة ترتبط بالعامل البشري أكثر من الأداة المستخدمة.

ياماتو دخلت للخدمة منذ في أواخر 1941 ولكنها لم تشارك في معارك حقيقية إلا في يونيو 1944 حيث أرسلت للاشتباك مع القوات الأميركية في معركة خليج ليتي في الفلبين، ولكنها تقهقرت بعد هجوم من حاملات خفيفة.

وبحلول 1945 بعدما تحول ميزان القوة للبحرية الأميركية في المحيط الهادئ أغرقت قاذفات القنابل والطوربيدات الأميركية ياماتو قبالة شواطئ أوكيناوا.

ميسوري

البارجة "يو أس أس ميسوري" أهمية خاصة إذ أن توقيع استسلام اليابان في سبتمبر 1945 كان على متنها، والتي وقعها الجنرال ماك أرثر في خليج طوكيو.

واستخدمت هذه السفينة في الحرب العالمية الثانية ضد اليابان بعد حادثة بيرل هاربر.

هذه السفينة كانت مثالا لرؤساء الولايات المتحدة ليس للحرب فقط إنما للدبلوماسية أيضا، حيث تحركت بعد الحرب العالمية الثانية قرب تركيا، والتي كانت رمزا لالتزام الولايات المتحدة تجاه الدول الصديقة في أوروبا والحفاظ عليها من الاتحاد السوفيتي في حينها.

وخرجت هذه البارجة من الخدمة الفعلية في 1992.

ميكاسا

كانت بارجة ميكاسا سفينة حربية يابانية اشتهرت بسرعتها وطاقمها وقدرتها على التسلح السريع، وكانت أحد أهم القطع البحرية في عمليات الإمبراطورية في حينها عام 1904 و1905 حيث تركت حطام أسطول روسيا متناثرا في قاع البحر عند مضيق تسوشيما.

ورغم الإنجازات التي حققتها في الحرب الروسية-اليابانية إلا أنها وأثناء رحلة عودتها للبلاد تعرضت للغرق بسبب انفجار يرجح أنه من الذخيرة التي كانت تحملها.

فيكتوري

تتصدر هذه السفينة الحربية الشهرة حيث كانت ترتبط بقائدها اللورد هوراشيو نيلسون والذي يعتبره البعض تجسيدا لقوة البحرية الملكية البريطانية.

واستطاعت هذه السفينة سحق بقية سفن العدو خاصة تلك التي كانت تابعة لفرنسا حيث دخلت في معارك معها عندما سعت لغزو جزر بريطانية.

ووضعت هذه السفينة في ميناء بورتسموث، والتي تعد أيقونة لسلاح البحرية، ولا تزال تطفو هناك حتى الآن.

(الحرة)

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).