الصورة: الشاعرة الأمريكية لويز غلوك/ AP

توفيت الشاعرة الأمريكية لويز غلوك، الحائزة جائزة نوبل للآداب عام 2020 عن 80 عاماً، بحسب ما أعلنت وكالة فرانس برس الجمعة، لتكون المرأة السادسة عشرة التي تفوز بهذه الجائزة الأدبية، وهي تنحدر من نيويورك، وتُعد من أبرز الشعراء الأمريكيين، وقد أشاد أعضاء لجنة تحكيم نوبل ب«صوتها الشعري الذي لا لبس فيه والذي بجماله البسيط يجعل الوجود الفردي عالمياً».

وكان قد أثنى رئيس دار «فارار، ستروس أند جيرو» جوناثن غالاسي على تجربتها بقوله: «إنّ شعر لويز غلوك يعطي صوتاً لتعطشنا الذي لا يرتوي للمعرفة والعلاقات في عالم غير جدير كثيراً بالثقة».

وكانت لويز قد بدأت تجربتها الإبداعية في أواخر ستينات القرن الفائت وامتازت بأعمالها الشهيرة وأسلوبها المرن الذي يجسد جمال الطبيعة، كما نالت خلال مسيرتها الشعرية عدة جوائز قاربت الثلاثين جائزة ومنحة أمريكية، بينها جائزة بوليتزر عن كتابها «ذي وايلد أيرس» 1992، كما فازت بالميدالية الوطنية للعلوم الإنسانية وجائزة الكتاب الوطني وجائزة دائرة نقاد الكتاب الوطني وجائزة بولينجن.

وبفوزها بنوبل للآداب تمنح الأكاديمية السويدية الشعر منصة التتويج للمرة الثانية في تاريخها، حيث سبقها بالجائزة الشاعر السويدي توماس ترونسترومر في عام 2011، ولويز من أصول مجرية يهودية، وكانت قد نشرت أول ديوان شعري لها بعنوان «فيرست بورن» في عام 1968، ثم أصدرت 12 ديواناً شعرياً بعد ذلك، ومارست النقد الأدبي، خاصة في الشعر من حيث تاريخه وأنواعه.

مسيرة ناجحة

درست في جامعة كولومبيا، وقد صنفت بحسب نقاد الشعر ضمن خانة الأدب الأمريكي المحافظ، وقصائدها تنتمي إلى أجواء شعر القرن التاسع عشر في أمريكا، وأنها تأثرت بإيميلي ديكنسون، وسيلفيا بلاث.

لُقِّبت لويز بشاعرة الولايات المتحدة الأمريكية، في عام 2003. وكانت الشاعرة قبل كتابة الشعر قد انخرطت في عدة ورش لكتابة القصائد، كما كتبت في عدة مجلات بينها ذي نيويوركر، وذي أتلانتك مانثلي، وذي ناشن. تزوجت من تشارلز هيرتز جونيور في عام 1967. وحظيت مجموعتها الشعرية الأولى ببعض الاهتمام النقدي الإيجابي. ووصف الشاعر روبرت هاس في مراجعة كتابها الأول «فيرست بورم» بأنه «صعب وماهر ومليء بالألم». في عام 2003، صرّحت الناقدة ستيفاني بيرت بأن المجموعة «كشفت عن شاعرة قوية، متأثرة بروبرت لويل وسيلفيا بلاث. بعد عام 1971، بدأت لويز بتدريس الشعر في كلية غودارد في فيرمونت. وقد تم جمع القصائد التي كتبتها خلال هذه الفترة في كتابها الثاني، منزل في مارشلاند (1975)، والذي اعتبره العديد من النقاد بمثابة إنجاز كبير يكشف عن صوت متميز في عالم الشعر.

في عام 1980، نشرت لويز مجموعة ثالثة بعنوان «الشكل التنازلي» التي جوبهت بآراء متفاوتة بين القبول والنقد.

في أعقاب ذلك، بدأت لويز في كتابة القصائد التي جمعتها في عملها الحائز على جوائز، انتصار أخيل (1985). وصفت الكاتبة والناقدة ليز روزنبرغ في صحيفة نيويورك تايمز المجموعة بأنها «أكثر وضوحاً ونقاءً، من أعمالها السابقة». كما كتب الناقد بيتر ستيت، مراجعة في الكتاب معلناً من خلالها «أنها من بين الشعراء المهمين في عصرنا».

وفي عام 1984، انضمت لويز إلى هيئة التدريس في كلية ويليامز في ماساتشوستس كمحاضرة أولى في قسم اللغة الإنجليزية. وفي العام التالي توفي والدها، ما دفعها إلى كتابة قصائد جديدة صدرت في كتاب بعنوان «أرارات» (1990)، يشير عنوانها إلى الجبل في قصة الطوفان في سفر التكوين. كتب الناقد دوايت غارنر في صحيفة نيويورك تايمز في عام 2012، أنه «الكتاب الأكثر ألماً وحزناً في الشعر الأمريكي الذي نُشر في آخر 25 عاماً». جلبت فترة التسعينات النجاح الأدبي للويز، رغم تعثر حياتها الشخصية، ما دفعها إلى التركيز على الشعر؛ حيث عاشت فترة غزيرة الإنتاج في حياتها المهنية. في عام 1994 نشرت مجموعة مقالات بعنوان البراهين والنظريات: مقالات عن الشعر. ثم أصدرت ديواناً شعرياً بعنوان «ميدولاندز» (1996) عن طبيعة الحب وتدهور الزواج. وأتبعتها بمجموعتين أخريين: فيتا نوفا (1999) والعصور السبعة (2001).

في عام 2004، رداً على الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر 2001، نشرت كتاباً صغيراً بعنوان أكتوبر. يتكون من قصيدة واحدة مقسمة إلى ستة أجزاء، ويعتمد على الأسطورة اليونانية القديمة لاستكشاف جوانب الصدمة والمعاناة.

المصدر: صحيفة الخليج 

الكاتب

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).