I

دربٌ ضيّقٌ يخترقُ الغابةَ

على مقربةٍ من هامشِ الوقتِ أغصانٌ مرميّةٌ

وأنتِ تَسْقِيْنَ أَعشابَ الوجودِ في صُدُوْعِ الرّوحِ

تَنْبَثِقُ دَهْشَتِي كوردةٍ متمردةٍ! 

في ملاقاةِ شِفَاهِنَا تَستيقظُ يَدَاي حَولَ خَصْرَكِ كَغَبْطَةٍ في ذروةِ أَوَانِهَا 

أَتَحَسَّسُ جِذْعَكِ أَوْرَاقَكِ، كَتِفَيْكِ؛ أغصانَكِ 

يا لهذه الشَّجرةِ التي تُضِيءُ المكانَ بِصَمْتِهَا...! 


II

كالعشبِ 

الذي ينحني في شهوةِ المطر؛ 

كهَسِيْسَ رغبةٍ يَشْتَهي التوغل في ظلالِ عاشقةٍ...! 

يتقفَّى أثرك..

يفتقدُ شموسَكِ، كما لو أَنَّ حقلَ قمحٍ شَهَقَ صباحُهُ من دون طيور وغفا إلى الأبد... 

أَيَّتُهَا النَّجْمَةُ التي تؤنسُ الوحشةَ في تلكَ البحيرة، آه يا وردة الملل الرجيم!

 آه يا وردة التردّد والتناقض...! 

 

III

في 

الطَّريقِ

إلى أصابعكِ؛ 

لا لغةَ لأمتدحَ هذا القَصَبَ بِأَسْرَارِهِ

مذاقُ العِنَبِ في شَفتيكِ يُخْتَلِسُنِي مَسَاءً بأكمَلِهِ

وبين نهديكِ تَفُوْرُ رائحةُ القَمْحِ "الجِزَرِيْ" عَلَى سَفَحِ اللّيْلِ؛

اِنْحَدِري إليّ، اِنْحَدِري بالسّرِّ الذي في خلخالكِ أَيَّتُهَا الكرديّةُ، يا إشراقةَ الصّمْتِ، أَيَّتُهَا الرّهيفةُ كلُغةِ الآلهة...! 

 

IV

هذا الصّوتُ الذي يشبه عبثَ النَّهر، ذاك الذي يمرُّ على مسافةٍ أغنيةٍ من أصابعي 

هذا الصوتُ الممزوجُ بـ"الباستيق" ورائحة الشّهد

هذه الضحكة كغيثٍ...

هذه الأنثى بشعرها الذهبيّ، بمشاغلها، بقامتها، بانهمارها، بالفاكهةِ التي تسكنها 

صباحٌ زبرجدٌ، ياقوتٌ، بحيرةٌ

صباحٌ في أقصى الرّقص ...!

 

 V

المشهدُ برمّته يمضي على عواهنهِ سدىً

العالمُ بأسره يمضي في طريقهِ عبثاً

الموسيقى بكلّ عنفوانها تمضي هباءً

لا يقينَ سوى هذه الابتسامة التي تتوطّن شفتيك، سوى أصابعكِ وهي تنمو بين يديّ ظلاً لقصب بريٍّ، لايقينَ ليقينكِ سوى شجرةِ الكينا هذه؛ 

كقصيدةٍ تمكثُ على لسان اللغةِ انتظاراً...!

 

VI

 

الماءُ الذي يَبْطشُ بخصركِ 

الماءُ الذي يتلألأُ بإشراقةِ فخذيكِ

الماءُ الذي يَنْحَدِرُ حول نهديكِ متلألئاً 

الماءُ الذي يَصُوْلُ على هضابِكِ 

يا لكَ...

أيهّا الماءُ ...!

 

VII

 

أكثر من مفاجأةٍ، 

أعمق من دهشةٍ 

كألقِ سماواتٍ تحتفي باللازورد 

يحدث أن تحيطَكَ أنثى بِعِطْرِهَا، بقبلةٍ عميقةٍ ووردةٍ حمراء؛ 

أُنثى تتوهّجُ كشجرةٍ في شمس هذا الخريف ...!

 

VIII

 

جَسدانِ في حقل من النعناع يناكفان العدم؛ 

 ثمة قصيدة تنمو كزنبقةٍ على الضفاف...! 

***

جمالُكِ غيرُ قابلٍ للقياس؛

لنفترض أنه نعمةُ من نِعَمِ الغَرابة ذاتها...

جمالُ فَيْضٌ !...

***

كمشةٌ من حرير
يتناهى إليَّ صوتُكِ في هذا المساء...!

***


تكتبُ لي حديقةً غامضةً: 

العدمُ ينال مني، لا تتركِ العبث يتسلّق أشجاري...!

 

***

IX

بجعتان في بحر من الليل، تيجانُ الأشجار تسحرُ خاصرةَ العتمة، الأجنحةُ ملتفة على بعضها، عناقٌ فحسبُ. الأمواه تنشدُ فحيحها بهدوءٍ؛ بجعتان في رقصةٍ وحشيةٍ.....،

 أيُّها الليلُ الأثيم...!

***

X

ويتكسّرُ

 الحبُّ أيضاً 

مثل آنية من خزفٍ، سينتهي الحبُّ مثل أيِّ حدثٍ مكتنزٍ بفجاءاتٍ جميلةٍ. سيمر عليَّ في الحديقةِ، وكضيفٍ دمثٍ سيرمي تحيةَ الوداع الأخيرة؛ فأنظرُ في البعيد... فلا أرى إلا وجه أمي الذي لا ينتهي!

 

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

الاشتراك في نشرتنا البريدية