مرحبا بكم أعزائي القرّاء الكرام .
قال الشاعر :
ومن لم يمت بالسيف مات بغيره تعددت الأسباب والموت واحد !
في يوم الأربعاء في 2020-02-26 تناقلت الأخبار " في صفحات عدجد من الأصدقاء على موقع "فيسبوك وفاة الفنان الكردي الشهير وعازف البزق القدير المرحوم سعيد يوسف، بعد أن تجاوز من العمر ما فوق السبعين عاماً، وأنا شخصياً لم أره منذ أكثر من أربعين عاماً من أيام القامشلي العزيزة .
أودّ أن أبدأ عن الخلفية والجو العام الذي نشأ به الفنان المرحوم سعيد، لأنني كنتُ أعرفه منذ أن كنتُ طفلاً صغيراً في فترة الستينات من القرن الماضي، هو ومجموعة من الشباب الهواة للموسيقا والمسرح والفن بشكل عام. كلهم كانوا يعشقون الفن والتمثيل، ويشحنون مشاعرهم بالتديبات الموسيقية بقيادة الموسيقار المرحوم كبرئيل أسعد الذي كان يشغل وظيفة مدير لقسم الفنون (موسيقا ومسرح) في المركز الثقافي القديم، تحت سينما شهرزاد الصيفية بالقامشلي، في الفترة ما بين 1959 ولغاية بداية 1968.
أخبرني صديقنا القديم العزيز الموسيقي الدكتور محمد عزيز زازا عندما قدّم وشجّع المرحوم سعيد يوسف في الانضمام إلى فرقة أصدقاء المركز الثقافي حوالي سنة 1964، والمواظبة في التدريبات الموسيقية مع مجموعة كبيرة من الشباب الهواة للموسيقا ورفاق الصِبا .
ويمكن هنا أن نفرز مجموعتين من الموسيقيين الذين كانوا يمارسون هواياتهم وتدريباتهم في المركز المذكور تحت إشراف الموسيقار كبرئيل،
- المجموعة الاولى :
موشي مخلوف ايلياهو وخلف دودو (كلاهما من الطائفة اليهودية في القامشلي) سيروب يعقوب، الياس يوسف كورية، أنطون خياط، واشترك معهم ذات مرة المرحوم الفنان آرام تيكران وغيرهم... هذا بالإضافة لمجموعة راقصي الدبكات الفولكلورية، وأهمهم الراقص يعقوب رزق الله .
المجموعة الثانية للشباب الصغار:
المرحوم جوزيف ملكي خوري، د. محمد عزيز زازا، جورج شاشان، إلياس داؤد، المرحوم حكمت (حكّو)، والمرحوم سعيد يوسف، وكذلك مع مجموعة من شباب الكورال ومن بينهم الصوليست ذو الصوت الرائع زكريا القصاب .
وكذلك تعاون مجموعة شباب الفرقة النحاسية للسريان التابعة للفوج الكشفي الرابع للموسيقا .
أتذكر ذات مرة قبل نهاية صيف 1966 وأنا طفل، إذ كنتُ أرافق دوماً والدي في مشاويره، بأن دعا المرحوم سعيد يوسف الموسيقار كبرئيل على وليمة، ومعه مجموعة من موظفي المركز الثقافي، ومن بينهم أمين المكتبة عبدالرحمن المنفي (من ديرالزور)، الياس يوسف كورية، المرحوم تاج الدين مصطفى وآخرون... كلنا كنا مدعوين إلى قرية العنترية في شرق القامشلي التي كان يعيش فيها المرحوم سعيد مع أهله، وهناك ذبحوا لنا بطاً وأكلنا جميعاً وسررنا جداً .
الأمر الغريب والملفت للنظر الذي لازلتُ أتذكره من تلك النزهة الرائعة التي مشيناها على الأقدام ذهاباً وإيّاباً، هو أن والد الفنان سعيد يوسف، كان يتحدث السريانية مع والدي كبرئيل، وصرّح له بأنه تعلمها عندما كان يعيش في مديات طورعبدين بين السريان !
معلومة أخيرة عن المرحوم الفنان سعيد يوسف وهي أنه كان يزور الفنان القدير الرسام اسكندر كارات في محله القديم القريب من كنيسة مار يعقوب، وأحياناً كان يساعده في الرسم مع مجموعة الصنّاع الشغيلة في المحل وأنا كنتُ من بينهم شاهداً على العصر !
أحبائي... في الختام أقول رحم الله جميع الفنانين الذين أمتعونا بفنهم وأطال بعمر الأحياء ودمتم.
0 تعليقات