أدى الموت المفاجئ لرئيس بلدية سيئول، الذي شاع أنه متورط في شكوى تحرش جنسي، إلى إثارة تعاطف الجمهور معه على الرغم من التساؤلات التي دارت حول هذا الرجل الذي بنى حياته المهنية كسياسي ذو عقلية إصلاحية راجحة ومدافع عن حقوق المرأة.

وتم العثور على جثة بارك وون (64 عاماً) على تلة مشجرة شمالي سيئول في وقت مبكر من يوم الجمعة الماضي، بعد حوالي سبع ساعات من إبلاغ ابنته للشرطة بأنه قال لها رسالة شفهية "إنها شائعة" ثم غادر المنزل. وبدأت السلطات عملية بحث واسعة عنه قبل العثور على جثته بواسطة كلاب الإنقاذ.

ونقلت "ياهو نيوز" عن وكالة أسوشيتد برس "أ. ب" قولها أن الشرطة رفضت الكشف عن سبب الوفاة. غير أن مسؤولون في سيئول قالوا الجمعة الماضية، أنهم كشفوا عن فحوى الرسالة التي عثروا عليها في منزله والتي أسموها "إرادة بارك" بناء على طلب عائلته، ونصها "أشعر بالأسف للجميع. أشكر كل من كان معي في حياتي". وطلب حرق جثته ونثر رمادها حول قبري والديه. وقد تم عرض رسالته في التلفزيون.

وكان بارك شخصية مرموقة في السياسة الكورية الجنوبية بصفته محامي سابق لحقوق الإنسان، وقاد اثنتين من أكثر المجموعات المدنية نفوذاً في كوريا الجنوبية وكان عمدة سيئول عاصمة كوريا الجنوبية التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة ، منذ عام 2011. وكان يعتبر على نطاق واسع مرشحاً ليبرالياً مرجحاً للرئاسة عندما تنتهي ولاية حليفه السياسي الرئيس مون جايان في عام 2022.

وفاته صدمت الكثيرين

صاح أنصاره وهتفوا بشعارات مثل "نحن نحبك" و"نحن آسفون" عندما وصل جثمانه إلى مستشفى سيئول. كما أصبح إسمه كلمة البحث الأكثر شيوعاً على مواقع الإنترنت الرئيسية، بينما غمرت رسائل التعزية وسائل التواصل الاجتماعي. وفي أحد البرامج التلفزيونية صباح الجمعة الماضية، خنقت العبرة أحد المسؤولين ولم يستطع مواصلة الحديث عن بارك.

وقال كيم يونج هيون، صاحب شركة صغيرة بالقرب من مجلس مدينة سيئول: "لقد احترمتُه حقاً. آمل أن يتمكن من تحقيق كل أحلامه في السماء".

لكن المشاعر المناهضة لبارك اندلعت أيضاً وسط تقارير إعلامية تفيد بأن إحدى سكرتيراته تقدمت بشكوى إلى الشرطة ليلة الأربعاء بزعم أنه كان يتحرش بها على مدى فترة طويلة. وأكدت الشرطة أنه تم تقديم شكوى ضد بارك ولكنها رفضت الإفصاح عن التفاصيل بحجة الخصوصية، بما في ذلك ما إذا كانت الشكوى تتعلق بالسلوك الجنسي.

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

الاشتراك في نشرتنا البريدية