I

أيُّها

"العَدَمُ الرَّجِيمُ"

اُمْكُثْ كضيفٍ مهذّبٍ على الأريكةِ وحدّثني بهدوءٍ عن بيتِكَ ــ السَّرابْ!!!

عن بناتِكَ الصَّاخباتِ؛ عن هذه "اللاجدوى" التي تَسْكُنُ عينيكْ

عن بياضكَ الذي يَسْحَرُ الانتباه

حدّثني كضيفٍ مهذّبٍ يرتشفُ القهوةَ بصمتْ...!


II


قُبيل

إشراقة الشّمس بأشجارٍ وظلالٍ يقف الشّاعرُ على بابِ الليل:

أيُّها "العَدَمُ الرجيمُ"

هيتَ لكَ؛ تقدّم:

هذا أوان الخواء الذي يضجُّ فيكَ...!

 

III


هَكَذَا

تَسْلبُنِي تلكَ النُّقطةُ البيضاءَ أيَّ اهتمامٍ آخر

النقطةُ البيضاءُ؛ تلكَ الماكثةُ على مقربةٍ منّي، تحدّقُ بجشعٍ

وتلتهمني بهدوء...!


IV

إنّكَ

ترمِي روحَكَ في أرضٍ ـ سرابٍ...!


***

مثل الذي

يُقُامِرُ عَلَى كلِّ شيء؛ لينقذَ روحَهُ من الاهتراء...!!


V

أنظرُ إلى تلكَ النُّقطةِ الكَائنةِ في زاوية الغرفةِ، أتذكّر نيتشه بشواربه الكِثَّة، في الواقع يتقدّمُ نيتشه من تلقاءِ ذاته ويجلسُ على طرفِ الكَنبة دونْ أنْ ينظرَ إليَّ؛ ليتابعَ شؤونَ "النقطة"، لكنَّه لا يحرّكُ ساكناً وأنا أنظرُ إليه بلامبالاةٍ: كأنَّكَ تطاردُ العدمَ! رميتُ كلماتي في صمتِ عينيه...

كلماتٌ قليلةٌ بعد هُنيهةٍ ستسقطُ من بين شواربهِ الهائلة:

أطاردُ سَرابكَ...!!


VI

أَمْضي

إلى الحياة؛ فتهربُ إلى شؤونها؛

أَمْضي إلى الكتابةِ؛ فتهربُ بعيداً كقطةٍ مشاغبة؛

أمضي إلى المرأةِ؛ فتهربُ إلى ماضيها وأوراقها وحبَّها الأوّل...

ما أجملكَ

أيُّها العَدمُ حين تدعوني إلى فنجان قهوة وسيگارة...!


XI

 

شَّجرةٌ

تضيءُ أيامنا،

نشعلُها بهسيس الكلام

غالباً ما تترك تلك الشَّجرةُ في أرواحنا

تساؤلاتٍ عَنْ غرابةِ هذه العتمةِ ...!!!


XII

مُنْهَكٌ

يَخْطِفُهَ الصَّوتُ إلى منعطفِ الكَلام.

أيُّها الوقتُ:

ثمة وردةٌ سوداءُ تنمو على مسافةٍ مني بصلافةٍ...!


بازل/ 2020 



مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

الاشتراك في نشرتنا البريدية