بوتين يتحدث الى دميتري المدير العام لمجموعة((روسيا سيغودنيا))الاعلامية(رويترز)


حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب، وقال إن روسيا مستعدة لحرب نووية، وأكد أن الأسلحة النووية الروسية «أكثر تقدّما» من الأمريكية، وسخر من الاتجاه الغربي لارسال قوات إلى أوكرانيا، وقال إن إرسال جنود من الحلف الأطلسي لن يغير شيئا «على أرض المعركة»، وشدد بوضوح على أن روسيا ستتعامل مع أي قوات أمريكية في أوكرانيا على أنها دخيلة، ومن جهة أخرى، قال بوتين إن روسيا مستعدة لمحادثات بشأن أوكرانيا لكن شريطة أن تستند إلى «الحقائق».

مستعدون للحرب النووية

أشاد بوتين أمس الأربعاء بترسانة موسكو النووية، وحذّر من أنه مستعد لنشرها إذا تعرّضت السيادة الروسية للتهديد. وقال بوتين في مقابلة تطرّقت إلى مجموعة واسعة من المواضيع مع وسائل إعلام محلية «ثالوثنا، الثالوث النووي، أحدث من أي ثالوث آخر. نحن والأمريكيون فقط لدينا مثل هذا الثالوث. وقد أحرزنا تقدما أكبر بكثير هنا».

يشير مصطلح «ثالوث» إلى ترسانة الأسلحة الروسية التي يتم إطلاقها من البر والبحر والجو.

وأضاف في المقابلة التي تم بثها أمس الأربعاء: «نحن على استعداد لاستخدام أسلحة، بما في ذلك أي أسلحة - بما فيها تلك التي ذكرتها - إذا كانت المسألة وجودية بالنسبة للدولة الروسية أو تضر بسيادتنا واستقلالنا». بيد أنه أضاف «ليس كل شيء يدفع باتجاه» سيناريو الحرب النووية وإنه لا يرى حاجة لاستخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا.

وذكر بوتين أن الولايات المتحدة تدرك أنها إذا نشرت قوات أمريكية على الأراضي الروسية أو في أوكرانيا فإن روسيا ستتعامل مع هذه الخطوة على أنها تدخل. وأضاف (في الولايات المتحدة) يوجد ما يكفي من المتخصصين في مجال العلاقات الروسية الأمريكية وفي مجال ضبط النفس الاستراتيجي. ولذلك لا أعتقد أن كل شيء يدفع باتجاهها (المواجهة النووية)، لكننا مستعدون لذلك».

التعامل مع دخلاء

قلل الرئيس الروسي أيضاً من أهمية التصريحات الصادرة مؤخراً عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي رفض الشهر الماضي استبعاد إرسال قوات إلى أوكرانيا، في تحوّل كبير في الخطاب الرسمي لباريس في وقت تواجه كييف صعوبات ميدانية. وأفاد بوتين«الحقيقة هي أن جيوش بلدان غربية موجودة في أوكرانيا منذ مدة طويلة»، في إشارة إلى من يصفهم الكرملين بالمرتزقة. وقال «إذا تحدّثنا عن قوات عسكرية رسمية تابعة لدول أجنبية، فأنا متأكد من أن الأمر لن يغير الوضع في ميدان المعركة».

وبينما أكد ماكرون تصريحاته، نأت عدة دول حليفة لأوكرانيا، بما في ذلك واشنطن، بنفسها عن الفكرة التي شكّلت صدمة لجهات عديدة في أوروبا.

ضغينة

وأكد بوتين أن نظيره الفرنسي ماكرون يشعر ب«الضغينة» حيال النفوذ الروسي المتزايد في إفريقيا، لا سيما بسبب مجموعة فاغنر. وقال بوتين «نعم، أعتقد أن هناك شعوراً بالضغينة»، مؤكداً أنه أجرى «مناقشات صريحة للغاية حول هذا الموضوع» في السابق مع الرئيس الفرنسي.

وفي تقديره، كان على باريس أن تنافس مجموعة فاغنر، وهي مجموعة شبه عسكرية نشرت مقاتليها منذ منتصف عام 2010 في العديد من البلدان الإفريقية نيابة عن حكوماتها، لتحل محل القوة الإقليمية الفرنسية التقليدية.

لكن بالنسبة لبوتين، فالأمر يتعلق بالأساس بقضايا اقتصادية بحتة، حين تقرر دولة ما تجنيد قوات شبه عسكرية أجنبية. وأوضح بوتين «لم نفرض أنفسنا على إفريقيا. لم نطرد فرنسا، المشكلة غير ذلك. إنها مجموعة فاغنر الشهيرة. نفذت في البداية عدداً معيناً من المشاريع الاقتصادية في سوريا، ثم انتقلت إلى دول إفريقية أخرى».وقال بوتين «لقد دعمتها، ولكن فقط لأنها مجموعة روسية، لا أكثر». واعتبر الرئيس الروسي أن «القادة الأفارقة في بعض البلدان أبرموا اتفاقيات مع المشغلين الاقتصاديين الروس» لأنهم لم يعودوا «يريدون العمل في مجالات معينة مع الفرنسيين». وبيّن بوتين «لا أفهم لماذا يمكن لأي شخص أن يغضب منا إذا كانت دولة مستقلة تريد تعزيز علاقاتها مع شركاء من دول أخرى، وخاصة روسيا».

ضمانات وحقائق

قال بوتين إن روسيا مستعدة لإجراء محادثات جادة بشأن أوكرانيا. وأضاف «روسيا مستعدة للمفاوضات بشأن أوكرانيا، لكن يجب أن تستند إلى الواقع، وليس إلى رغبة جامحة تحت تأثير أدوية عقلية». وقال بوتين إنه لا يثق بأحد وإن روسيا ستحتاج إلى ضمانات أمنية مكتوبة في حالة التوصل إلى تسوية. وأضاف «أنا لا أثق بأحد، لكننا بحاجة إلى ضمانات، ويجب توضيح الضمانات، ويجب أن تكون على النحو الذي يجعلنا راضين»

المصدر: وكالات


الكاتب

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).