I
كان فضولي إلى الغد
في كل مرة
ينهشني
بطيف مغاير
مرة يسحرني مثل سماء
تعلو صفحة الماء
وأحياناً
مثل صحراء تبكي من عطش
اعتدتُ تبدّل أهوائه
وصرتُ الأرض التي تجيب
صار بعدها غسقاً
يركض بعيداً
نحو الفجر
يذوي من لمسة
ويسدل أصيله
حتى يضاء
الآن
أستدير إليه
فلا أراه
لكنني بالكاد
أسمع خشخشة !
II
في الأوقات الصعبة
أستبدل مدني بجبال
الجبال لا تعرى
قلبها من حجر
ورداؤها عويل ذئاب
وحدها المدن تندثر
تعرى وتغرق أو تحترق
هنا
أو هناك
في هذه المواقيت
يتجمع الناس خلف النافذة
يطفئون نيرانهم بالنظر
والمطر واثقاً
من موسيقاه
يدمع فوق كل شيء
وتشربه الحياة
كاملاً...
III
أنت وحيد
والشجرة كثيرة ووحيدة
والسماء مستديرة
لكنها وحيدة
الوردة التي تجهل اسمها
أيضاً وحيدة
لا يهمها أنها كلّية الفرادة
لا يهمّها أنك تراها
وعلى أرض بعيدة
تذبل
قبل أن تذوي
على أرض بعيدة
حيث لا وقت للفرادة
تدوس الدواب
على كامل الخميلة.
IV
من كلّها
من تثنّيها
من نهرها
وأحياناً من الضفتين
تمرر لنا الحياة
صوراً نسيناها
ينطفئ نجم
فنبحث عن لذّة
ينطفئ نجم آخر
فنبحث عن دهشة
للأبدية طريق
مبدؤه الحب
كما لو أنه
خيارنا الأوحد !
V
كيف أقبض عليك
أيتها الكلمة
والكلمة بنت اللحظة
واللحظة بنت النهر
والنهر لا ينتظر؟
0 تعليقات