ترتدي مباراة، اليوم الاثنين، في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بين لايبزيغ الألماني وباريس سان جرمان الفرنسي نكهة خاصة، لأنها تجمع بين التلميذ يوليان ناغلسمان، والمعلم توماس توخل الذي كان خلف بداية الأول في عالم التدريب قبل 12 عاما.

ويضع ناغلسمان نصب عينيه دخول التاريخ من أوسع أبوابه على حساب مواطنه توخل وباريس سان جرمان، بعد أن تفوق على مدربين فذين في الدورين السابقين بإقصاء البرتغالي جوزيه مورينيو وفريقه توتنهام الإنكليزي وصيف بطل 2019 بالفوزعليه ذهابا وإيابا، ثم الأرجنتيني دييغو سيميوني مع أتلتيكو مدريد الإسباني.

عندما تواجه ابن الـ33 عاما مع سيميوني في ربع نهائي البطولة المصغرة التي فرضها فيروس كورونا المستجد، اعتبر الكثيرون أن إنجاز لايبزيغ سيتوقف عند هذا الحد، لاسيما أنه يواجه فريقا متمرسا ومدربا محنكا، لكن الفريق الذي كان يلعب في دوري المقاطعات عند تأسيسه، عام 2009، واصل زحفه وأطاح بأتلتيكو بالفوز عليه، الأسبوع الماضي بهدفين مقابل هدف في لشبونة.

وأضحى ناغلسمان بفضل هذا التأهل، أصغر مدرب يصل إلى نصف نهائي البطولة القارية، حيث يقف على بعد مباراة واحدة من قيادة لايبزيغ إلى النهائي في ثاني مشاركة له في دوري الأبطال، بعد موسم 2017-2018 حين انتهى مشواره عند الدور الأول.

والعقبة التالية التي تنتظر ناغلسمان ولايبزيغ متمثلة بنادي العاصمة الفرنسية الذي نجح أخيرا في فك عقدته مع دوري الأبطال ووصل إلى نصف النهائي للمرة الثانية في تاريخه بعد عام1995 ، على أمل أن يصبح النادي الفرنسي الثاني فقط الذي يحرز اللقب بعد مرسيليا، عام 1993. 

وشاءت الصدف أن يتواجه ناغلسمان في دور الأربعة مع المدرب الذي كان خلف بداياته التدريبية قبل 12 عاما حين كان توخل مدرب الفريق الرديف لأوغسبورغ، عام 2008.

وقال ناغلسما: "بالتأكيد كنت لاعبه، لكن ذلك كان قبل أعوام طويلة، الآن... أنا مثله"، مضيفا: "المباريات ضد توماس مثيرة دائما للاهتمام، لأن لديه فكرة جيدة جدا عن كيفية لعب كرة القدم".

وأضاف: "أتمنى أن أنجح أيضا في إيجاد الأفكار اللازمة ضده لكي يتمكن شباني من الأداء بالطريقة التي لعبوا بها ضد أتلتيكو، لعبت عدة مرات ضده كمدرب، لكن نادرا ما فزت عليه".

وكمدرب لفريقه السابق هوفنهايم، خسر ناغلسمان مرتين في مواجهة توخل حين كان الأخير مدربا لبوروسيا دورتموند بين 2016 و2017.

وعن الخصم المقبل سان جرمان، قال ناغلسمان: "من الواضح أنهم يتمتعون بالمواهب".

وشدد ناغلسمان على ضرورة "أن نقدم أفضل أداء لنا من أجل الوصول الى النهائي".

لم يكن معلمي 

أجبر ناغلسمان على اعتزال كرة القدم عن 20 عاما فقط بسبب إصابة في ركبته، حين كان يشغل مركز قبل الدفاع في الفريق الرديف لأوغسبورغ، فطلب منه توخل أن يتولى مهمة الكشاف لصالح الفريق.

كان ذلك "قرارا عمليا بما أن أوغسبورغ كان لا يزال يدفع لي. كنت أتابع الخصوم من أجل توخل" بحسب ما أفاد ناغلسمان في مقابلة عام 2015، كاشفا أنهما لم يكونا مقربين جدا وبأن توخل "لم يكن مُعَلِمي، حتى لو أشار اليه الكثيرون على أنه كذلك".

تابع: "علاقتنا كانت علاقة عمل وحسب، لكني ممتن له لأنه منحني فكرة أن أصبح مدربا".

انتقل توخل بعدها لتدريب ماينتس ودورتموند الذي توج معه بلقب الكأس الألمانية، عام 2017، قبل أن ينضم الى باريس سان جرمان، في 2018 وقيادة الأخير الى إحراز الدوري موسمين على التوالي.

في هذا الوقت، كان ناغلسمان يكتسب الخبرة من خلال تدريب فرق الشباب في أوغسبورغ، ميونيخ1860 ، وهوفنهايم الذي أصبح مدرب فريقه الأول، في فبراير2016، نتيجة استقالة الهولندي هوب ستيفنز لأسباب صحية.

حين استلم ناغلسمان المهمة في بداية، موسم 2016-2017 ، بحسب العقد الذي جعله أصغر مدرب في تاريخ الدوري الألماني، عن 28 عاما، تواجد هوفنهايم في المركز السابع عشر قبل الأخير، لكنه نجح في نهاية الموسم بإبقائه في دوري الأضواء، ما ساهم في نيله جائزة مدرب العام.

عبء ثقيل 

وشق هوفنهايم طريقه بين الأربعة الأوائل في الموسمين التاليين، بقيادة ناغلسمان، ما سمح له بالترشح للمشاركة في دوري الأبطال للمرة الأولى في تاريخ النادي، لكن المشوار انتهى عند دور المجموعات، في موسم 2018-2019.

وساهم في تحويل هوفنهايم إلى فريق عنيد نجح في إسقاط العملاق بايرن ميونيخ مرتين، إحداهما بهدفين دون رد على ملعب "أليانز أرينا" معقل الفريق البافاري، في 2017.

نجاحه مع هوفنهايم، جعله محط اهتمام لايبزيغ المملوك من شركة مشروب الطاقة النمسوية "ريد بول"، فانضم إليه مطلع الموسم الحالي وقاده لإنهاء الدوري المحلي في المركز الثالث.

وسيكون ناغلسمان وتوخل على موعد مع التاريخ بالنسبة لفريقيهما الطامحين للتواجد في النهائي المقرر، الأحد المقبل، بعد مرور أكثر من عقد على فترتهما معا في الفريق الرديف لأوغسبورغ، حيث سيكون الفائز منهما على موعد بالفائز من مواجهة ألمانية فرنسية أخرى بين بايرن ميونيخ وليون في النهائي.

ورأى ناغلسمان أن فوز سان جرمان في ربع النهائي على أتالانتا رفع "عبئا ثقيلا" عن توخل الذي كان تحت ضغط كبير لبلوغ دور الأربعة، مضيفا: "أنا سعيد من أجله".

ومع ذلك، يصر ناغلسمان على أن أي تبادل ودي مع توخل قبل انطلاق المباراة سيكون مجرد مظاهر؛ لأن "هذا ما تود وسائل الإعلام رؤيته، إلا أنه غير موجود في العالم الحقيقي لكرة القدم".

فرانس برس

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).