صدر حديثاً عن منشورات رامينا في لندن كتاب نقدي جديد للناقد السوري الدكتور خالد حسين بعنوان "سيميائيات الكون السَّرديّ".

يقول الناقد خالد حسين في مقدمة كتابه إنه ليس من غايات هذه التسمية "سيميائيات الكون السّردي: قراءة في تجارب روائية راهنة" الإشارة إلى اتجاهٍ محدّدٍ للنَّظرية السيميائية يخصُّ الفعل السّردي قدر ما يبتغي القارىء ـــ النقدي منها، من هذه التسمية، مفهوماً عاماً للسيميائية بوصفها جملة قوانين التشفير التي تسهم فيها قوانين النوع الروائيّ والتراث السّردي ضمن الفضاء السوسيو ــ ثقافي المنتج للفعلين السردي والتأويلي كليهما في الوقت ذاته. وبذلك فالعلامة الأدبية وبغضّ النظر عن نوعها تنزاح من خلال قوانين التشفير المضاعفة إلى وضع مثقل بالمعنى، إلى حالةٍ منحرفة ومتغايرة عن الدلالة المتداولة للعلامة. هذا الوضع الجديد للعلامة تحت ضغوط آليات السّمطقة هي التي تدفع بالفعل التأويلي إلى الحضور ومواجهة العلامة في أفقها الأدبي في محاولة للكشف عن ألعابها وهي تبتكر المعنى.

ويضيف في تقديمه إنه من خلال هذا المفهوم البسيط للسيميائية ستختبر القراءة الراهنة، عن طريق الإحاطة بجملةِ تجارب روائية، الكثير من المفاهيم المتداولة في الحقل السّيميائيّ ــــ الثقافي بعد تخفيفها من بعدها الأكاديمي لمقاربة النَّص السَّردي في مكوناته وما يجعل هذا النصَّ حاضراً بين يدي المتلقي وفي مشهد القراءة والتأويل: العنوان، التصدير، البداية، الخاتمة، الشخصية، المكان، القوى الفاعلة، جماليات اللغة، النسق المضمر، السرد وصناعة التاريخ، السرد والسياسة...إلخ.

ويشير إلى أنه من جهة أخرى تتشكّل تضاريس هذه القراءات من أربعة أبواب حيث يجري تناول "سياسات السرد والموقف من المرأة وخطاب السلطة والإقصاء وقضايا الهوية" في الباب الأول من خلال روايتي "لا ماء يرويها - نجاة عبد الصمد" و"عشبة ضارة في الفردوس ــــ هيثم حسين". أما في الباب الثاني "التاريخ رماداً" فتتولّى القراءة البحث في سيميائيات الكون السردي ولعبة سردنة التاريخ وذلك في روايتي "ممر آمن في عفرين ومخطوط بطرسبورغ ـــ جان دوست". وجرى تحييز الباب الثالث لقراءة روايتي "سلطة أصابع ــــ ثائر الزعزوع والخزاف الطائش ــــــ أديب حسن" عن طريق مفاهيم "البهيمية، المكان، اسم العلم"، فالنصان يقدمان قضايا راهنة لفعل الكتابة السردية ذاته. أما الباب الرابع والأخير فقد حاولنا تحليل مفاهيم العتبات النَّصية وعملية قراءة التاريخ بصورة خاصة بزجّ القراءة في تضاريس نصوص سردية "وطأة اليقين ــ هوشنك"، "عين الشرق ــــــ إبراهيم الجبين".

يتمنى المؤلف أن تسهم قراءاته في الكشف عن صناعة الفعل السّردي راهناً، والعلاقة بين السّرد والعالم والثقافة والمكان واللغة والشخصية في هذا المنعطف الزمني من الكتابة الروائية.

يشار أنّ الكتاب يقع في ١٩٠ صفحة من القطع المتوسط وقد صمّم غلافه الفنان السوري ياسر أحمد.

تعريف بالمؤلف:

خالد حسين، أكاديمي كردي من سوريا مقيم في سويسرا، تولّد منطقة القامشلي (سوريا) 1965؛ حاصلٌ على درجة الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها من قسم اللغة العربية بكلية الآداب ـــ جامعة دمشق، 2005. عضو الهيئة التدريسية في كلية الآداب الثانية (السّويداء). 

من مؤلفاته: "شعرية المكان في الرواية الجديدة"، الرياض: مؤسسة اليمامة، ط1، 2000. وصدرت ط2 في دمشق: دار التكوين، 2023. "في نظرية العنوان (مقاربة تأويلية في شؤون العتبة النّصية)"، دمشق: دار التكوين، ط1، 2007، وط2، 2003. "شؤون العلامات: من التشفير إلى التأويل"، دمشق: دار التكوين، ط1، 2008. وط2 قيد الطباعة في الدار ذاتها. "اقترافات التأويل: مقاربات في الشعر والنقد والنقد الثقافي"، العين: دار جميرة، ط1، 2015. والطبعة ط2 قيد الطباعة في دار أوغاريت بدمشق.

من ترجماته من الإنكليزية: "الحقيقة التي تجرح: تقويض، آدب، حوارت: جاك دريدا وكريستوفر نوريس"، دمشق: دار التكوين: ط1، 2023. "في العزلة والأدب وجماليات الصمت: موريس وبلانشو وآخرون"، دمشق: دار التكوين، ط، 2023.

الكاتب

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).