يحلم كثيرون بزيارة اليابان خلال موسم تفتح أزهار الكرز أو الـ"ساكورا"، التي تزهر في مواسم محددة. ويتتبع خبراء الأرصاد الجوية اليابانيون كل عام موعد تفتح أزهار الـ"ساكورا" للتنبؤ بموعد ذروة تفتحها وازدهارها في جميع أنحاء البلاد، بدءا من المناطق الجنوبية الأكثر دفئا إلى الأجزاء الأكثر برودة في وقت لاحق من هذا الموسم.

خبراء الأرصاد الجوية اليابانيون يرصدون كل عام موعد تفتح أزهار الـ"ساكورا" للتنبؤ بموعد ذروة تفتحها وازدهارها (الفرنسية)

سحر أزهار الـ"ساكورا"

تم إطلاق طريق قطار "شينكانسن" السريع الجديد (قطار الطلقة)، الذي يربط بين طوكيو وفوكوي في 16 مارس/آذار الجاري، مما يجعل زيارة مهرجان أزهار الكرز في قلعة ماروكا أسهل.

ويقام المهرجان في الفترة من نهاية مارس/آذار إلى بداية شهر أبريل/نيسان من كل عام، ويعد مناسبة مميزة للتمتع بروعة فصل الربيع بين الأزهار وأريج النباتات، وأيضا فرصة لرؤية أقدم برج قلعة موجود في المنطقة، والذي يعود تاريخه إلى أوائل القرن الـ17.

في النهار، سترى بحرا من الأزهار الوردية تتراقص على أغصان أشجار الكرز. أما ليلا فتتم إضاءة الأزهار نفسها لتقدم للزوار تجربة مختلفة تماما، حيث تتم إنارة 300 فانوس ورقي من نوع "بونبوري"، كما يتم عرض رسم الخرائط على سطح البرج بصور مستوحاة من أساطير القلعة وتاريخها، وهي إضافة حديثة مثيرة للاهتمام لمشاهدة أزهار الكرز التقليدية.

حكايات ترويها "ميهارو تاكيزاكورا"

وإذا تمكنت الأشجار من سرد القصص، فسيكون لدى قبيلة "ميهارو تاكيزاكورا" آلاف الحكايات لترويها. تزهر شجرة الكرز المحبوبة من قبل الجميع هنا على شكل شلال "تاكيزاكورا" منذ أكثر من 10 قرون، وسُميت بهذا الاسم نسبة إلى الطريقة التي تنمو بها فروعها وأغصانها، وهي مصدر فخر لسكان بلدة "ميهارو" الزراعية الصغيرة في فوكوشيما البالغ عددها 17 ألف نسمة.

تم اختيار الشجرة كنصب تذكاري وطني في عام 1922، حيث يبلغ طولها أكثر من 13.5 مترا، وتمتد إلى 25 مترا، تدعمها عكازات خشبية تحافظ على سلامة أغصانها القديمة.

وتبدو الشجرة أكثر جمالا عندما تبرز ألوانها الطبيعية في ضوء النهار، ولا يقل سحرها نهارا عنه ليلا، حين تضاء بأضواء تسحر القلوب.وتعد شجرة "ميهارو تاكيزاكورا" واحدة من "أشجار الكرز الثلاث الرئيسية" في اليابان، وهي مكان مميز لمشاهدة جمال الـ"ساكورا" وتخيل كل الأحداث التي عاصرتها هذه الشجرة خلال عمرها الذي يبلغ ألف عام حتى الآن.

حلوى الواغاشي المشهورة منها "دانغو الهانامي"، وهي كرات أرز موتشي ثلاثية الألوان بظلال جميلة من اللون الوردي والأبيض والأخضر (الألمانية)

حلويات تقليدية بالأزهار

وفي فصل الربيع في اليابان، لا يكتفي السياح بمشاهدة أزهار الكرز أو تذوقها فحسب، ففي جميع أنحاء البلاد، يجد لون ونكهة أزهار الـ"ساكورا" طريقه إلى كل شيء بدءا من الكعك وحتى القهوة. إنه الوقت المناسب من العام لتجربة حلويات "الواغاشي" اليابانية التقليدية والمصنوعة يدويا.

أحد أنواع الواغاشي المشهورة هي "دانغو الهانامي"، وهي كرات أرز موتشي ثلاثية الألوان بظلال جميلة من اللون الوردي والأبيض والأخضر، يتم تقديمها على العصي ومتوفرة في كل مكان تقريبا، في المتاجر الصغيرة ومتاجر الحلويات المتخصصة على حد سواء.

ويمكن تجربة ساكورا موتشي، وهو نوع آخر من حلوى الأرز اللزج، ملفوف بأوراق أزهار الكرز المخللة بالملح. ففي طوكيو تحديدا، يُنصح السياح بالتوجه إلى متجر الحلويات "ساكورا موتشي تشوميجي" في حي "سوميدا" لتذوق ساكورا موتشي، الذي يصنعونه منذ عام 1717.

أما "ساكورا يوكان"، فهي حلوى شعبية أخرى تُصنع في فصل الربيع، مصنوعة من كتل صغيرة من معجون الفول، الذي يشبه الهلام وبعضها يحتوي على أزهار الكرز الحقيقية.

يُعد تورايا، وهو متجر لصنع الحلويات تأسس في كيوتو في القرن الـ16، مكانا رائعا لتجربة اليوكان إلى جانب الحلويات الموسمية الأخرى المصنوعة يدويا.

بوابة "ياكوي مون" الخشبية عمرها 400 عام ويعود المبنى إلى 350 عاما وهو مصنوع من عوارض وأعمدة خشبية بدون مسمار واحد (الألمانية)

الارتباط بالأرض والطبيعة

وفي مقاطعة "ياماغاتا" الريفية في شمال اليابان، يُعد "ياماغاتا ذا تاكينامي" المكان المناسب للشعور بالارتباط بالأرض والطبيعة خاصة في فصل الربيع.

يُنصح السياح بالدخول عبر بوابة "ياكوي مون" الخشبية، التي يبلغ عمرها 400 عام، حيث يعود تاريخ المبنى الرئيسي إلى 350 عاما، وهو مصنوع من عوارض وأعمدة خشبية من دون مسمار واحد.

وتجمع التصميمات الداخلية بين التقاليد اليابانية والأثاث الإسكندنافي الحديث، فيما تطل غرف أشجار الـ"ساكورا" مباشرة على الحدائق وأشجار الكرز، لتمنح النزلاء إطلالة بهيّة خلابة على زهور الهانامي غرفة الضيوف المريحة والحديثة، وكذلك من داخل المياه الساخنة في حمام أونسن الحجري الخاص في الهواء الطلق.

هذا المنتجع متجذر بعمق في موقعه، حيث يتم سحب المياه الساخنة من الجبال المحيطة ويتم الحصول على الطعام من المزارع والمنتجين المحليين، ومنها الأرز العضوي ولحم البقر المحلي.

المصدر: الجزيرة نت 

الكاتب

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).