نظم  مكتب التراث العمراني للاستشارات الهندسية الملتقى الهندسي الثاني له يوم أول أمس، الأحد بتاريخ 12 نوفمبر، بمناسبة مرور11 عاماً على تأسيسه في فندق سراي عجمان.

ألقى المهندس شهوان محمد، مدير مكتب التراث العمراني للاستشارات الهندسية كلمة الملتقى، تحدث فيها عن القيمة الهندسية الكبيرة التي ترسخها مثل هذه الفعاليات في مجال الاستدامة، وعن أهمية الوصول إلى مستويات عالية من الجودة في مجال العمارة البيئية وفق الرؤية المستقبلية للدولة، وتقديم الخدمات الهندسية للمطورين والمستثمرين.

كما ألقت المهندسة مريم الشحي من دائرة البلدية والتخطيط في عجمان كلمة قالت فيها: "إنه لمن دواعي سروري أن أكون جزءاً من هذا الحدث الهام الذي يسلط الضوء على قضايا الاستدامة وأهميتها للمستقبل نحن هنا اليوم لنتحدث عن التحديات التي تواجهنا وكيف يمكننا تحقيق تنمية مستدامة للمجتمعات والبيئة"، مشيرة إلى أن "العمل الهندسي له دور كبير في تحقيق هذه الأهداف، حيث يجسد التصاميم الذكية والابتكارات الهندسية مفهوم الاستدامة والحفاظ على الموارد في عام الاستدامة 2023، حيث يجب أن نتحد جميعاً كمهنيين ومجتمع واحد لتبني ممارسات مستدامة وتكنولوجيا حديثة تحقق التوازن بين احتياجاتنا الحالية واحتياجات الأجيال القادمة ونرغب أيضاً في تسليط الضوء على أهمية بناء شراكات قائمة على المسؤولية المشتركة بين القطاعين الحكومي والخاص، وكذلك المشاركة الفاعلة للمجتمع المحلي، مؤكدة أن "هذا التعاون الشامل يلعب دوراً حاسماً في تحقيق استراتيجيات الاستدامة، حيث يتيح لنا تبادل الخبرات والمعرفة لضمان تنفيذ مشاريع هندسية تحقق الفوائد البيئية واالقتصادية والاجتماعية ويجب علينا أيضاً النظر في استخدام التكنولوجيا الذكية والابتكار في مجالات التصميم الهندسي، مما يساهم في تحسين كفاءة استهالك الموارد".

أدار الملتقى الدكتور عماد خلف من نادي تراث الإمارات، واحتضن ست محاضرات هندسية وأركيولوجية وهي:  المحاضرة الأولى بعنوان "الاستدامة والتراث" التي ألقاها المهندس رشاد محمد بوخش، تحدّث فيها عن تعريف الاستدامة بكونها تلبية احتياجات الأجيال الحالية دون المساس باحتياجات الأجيال القادمة، مع توضيح أهداف التنمية المستدامة. وأوضح المهندس بوخش مفهوم العمارة المثالية، كونها لغة معمارية حديثة مستمدة من التراث العمراني المحلي، ومتوافقة مع العادات والتقاليد. تضمنت المحاضرة عروضاً توضيحية لأبنية ومخططات عمرانية تراثية وتجارب في البناء المستدام.

أما المحاضرة الثانية فكانت بعنوان "صياغة المستقبل نحو عالم مستدام و مزدهر وإنتاجي" ألقاها الأستاذ الدكتور عيسى محمد البستكي، والتي تحدث فيها عن الاستراتيجية الوطنية المستقبلية لدولة الإمارات العربية المتحدة، لتحقيق الاستدامة الاقتصادية، والتخفيف من آثار تغير المناخ. واختتم البستكي المحاضرة بالحديث عن جامعة دبي، والتي توفر شروطاً عالية من الاستدامة المستقبلية، من حيث اعتمادها الكامل على الطاقة البديلة.

وجاء في المحاضرة الثالثة بعنوان "أثر هندسة القيمة في تخفيض تكاليف المشاريع الهندسية" والتي ألقاها الأستاذ الدكتور وليد الحيالي، مفهوم هندسة القيمة والهدف منها في خفض تكاليف المشاريع، وزيادة كفاءة الأداء، إلى جانب تحقيق الجودة والنوعية العالية.  وتحدث عن خطوات هندسة القيمة ومراحلها، من جمع المعلومات وتحليل الوظائف، وصولاً إلى مرحلة البحث والتطوير، مع سرد تاريخي لتجارب من من الهندسة القيمية وتطورها الزمني.

تطرقت المحاضرة الرابعة بعنوان "السياحة الثقافية المستدامة" والتي ألقاها المهندس أحمد محمود آل حرم، عضو المجلس التنفيذي للمتاحف، لمفهوم السياحة الثقافية، أنواعها، وأهدافها، مع سرد نبذة عن تجربة جمعية التراث العمراني بدولة الإمارات العربية المتحدة في تطبيق السياحة الثقافية.

وأشار فيها إلى أهمية الاستثمار السياحي المستدام من خلال المحافظة والعمل على تطوير مناطق دبي التاريخية والتي تتركز في الشندغة، الفهيدي، السوق الكبير، الأسواق التقليدية - ديرة، الأحمدية، إضافة إلى منطقة حتا. مع عرض لصور من متاحف ومواقع آثرية لمدينة دبي وريفها.

أما المحاضرة الخامسة فكانت بعنوان "مستقبل الاستدامة في الإمارات" ألقاها الأستاذ الدكتور سهر نجيب خروفة، والتي تحدث فيها عن أهم شروط الاستدامة الواجب توفرها في بيت المستقبل، وأهمية توفير المراقبة الصحية، وخلق مساحات خضراء جديدة. وتطرق الدكتور نجيب إلى مصادر الطاقة المتجددة ودورها الفعال في تحقيق الاستدامة.

المحاضرة السادسة كانت بعنوان "ترميم بوابة بادينان الأثرية في قضاء العمادية - إقليم كردستان (العراق)" ألقاها الدكتور حسن أحمد قاسم البرواري، والتي تحدث فيها بداية عن تاريخ المدينة، الذي يعود إلى فترة حكم الملك الآشوري شلمنصر الثالث (858 - 754 ق.م)، وإلى الأهمية التاريخية لبوابتها الآثرية.

تضمنت المحاضرة صوراً توضيحية لمراحل زمنية مختلفة لترميم بوابة بادينان الآثرية وأهم المكتشفات الآثرية، مع سرد مفصل عن الهندسة الدقيقة في تصميم تلك البوابة، والجهود المبذولة في سبيل المحافظة عليها.

كما ضم الملتقى الذي انعقد على مدار يوم كامل عروضاً وخصومات على التصميم والإشراف، وقرعة على تصاميم مجانية، وتكريم شركاء التراث العمراني في النجاح.

عن مكتب التراث العمراني للاستشارات الهندسية:

يعدّ مكتب التراث العمراني للاستشارات الهندسية من المكاتب الرائدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد ساهم في النهضة العمرانية في العديد من إمارات الدولة. منذ تأسيسه في 2012، صمم العشرات من المباني السكنية والتجارية والتعليمية والسياحية والصناعية. ونتيجة التميز المستمر في العمل الهندسي والمعماري، فقد صنف من فئة الخمس نجوم عن المباني السكنية في تصنيف حكومة دبي للمكاتب الهندسية، كما صنف ضمن أفضل خمسة مكاتب في إمارة عجمان في تقييم حكومة عجمان لعامي 2022 و2023  للمكاتب الهندسية العاملة في الإمارة. من أبرز المشاريع التي عمل عليها المكتب: جامعة العين في أبوظبي، برج أميسا في مدينة عجمان، جامعة الفلاح في دبي.

عن المهندس شهوان محمد:

حاصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة المعمارية من جامعة حلب عام 1999، وقد عمل كمصمم معماري أول في عدة مكاتب هندسية في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ العام 2005 حتى 2012. شارك في تأسيس مكتب التراث العمراني للاستشارات الهندسية، ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن يشغل منصب المدير العام.

صور من الملتقى:

الكاتب

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).